ما هي أسرار تربية طفل سعيد؟

بالتأكيد لا يوجد أب أو أم في هذا العالم الذي نعيش به لا يُحب أن يرى أبنه سعيداً، ولكن يوجد الكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون كيفية القيام بذلك بشكل صحيح، لذلك أثرنا اليوم الحديث عن الأسرار والوسائل الفعّالة في تربية وتنشئة طفل سعيد.

ما هي أسرار تربية طفل سعيد؟!

  • تقوية التواصُل مع طفلك:

إن أضمن الطرق لتعزيز شعور طفلك العاطفي مدى الحياة هو مُساعدته على الشعور بالتواصل معك،

مع بقية أفراد العائلة، مع الأصدقاء، الجيران، مُقدمي الرعاية النهارية، وحتى مع الحيوانات الأليفة.

فيقول إدوارد هالويل “دكتوراه في الطب النفسي للأطفال ومؤلف كتاب “جذور الطفولة من أجل سعادة عند البلوغ”

أنه بناء على دراسة طويلة أجريت على نحو 90 ألف مُراهق، قد تم التوصُّل إلى أن شعور الطفل بأنه محبوب،

مُتفهَم من الكُل، مرغوب فيه لهو أكبر حامي له ضد الإصابة بالضيق العاطفي، والأفكار الانتحارية،

والسلوكيات الخطرة بما في ذلك التدخين وشُرب الكحوليات واستخدام المُخدرات.

  • لاتجعل طفلك سعيداً طوال الوقت:

يجب أن تُدرك أن أفضل شيء يُمكنك القيام به من أجل إبقاء طفلك سعيداً على المدى الطويل قد يكون هو مُحاولة التوقف عن بقائه سعيداً على المدى القصير.

فيقول “بوني هاريس”-مؤسس الأبوة الأساسية”- “أننا إذا وضعنا أطفالنا في فُقاعة وقُمنا بمنحهُم كُل الرغبات والأمنيات التي يريدونها، هذا ما سيتوقعونه أن يكون عند بلوغهُم، بينما واقع الحياة والعالم الحقيقي الذي نعيش به لا يعمل إطلاقاً بتلك الطريقة”.

وهذا يعني أننا يجب أن ننظر دائماً عند تربية أطفالنا على المدى البعيد وليس المدى القصير، وأن نغرس بهم السلوكيات التي تؤهلهُم للتعامُل مع الحياة بسعادة عند بلوغهُم حتى وإن تعارض ذلك من إبقائهُم سعيدين في فترة طفولتهُم.

  • الاهتمام بسعادتكُم كذلك شيء في غاية الأهمية:

في حين أننا لا يُمكننا التحكُم في سعادة أطفالنا، فنحن كذلك مسئولون عن سعادتنا. لأن أطفالنا يمتصون كُل شيء مننا، فإن كُنا في حالة مزاجية جيدة، فإن الأطفال يمتصوا تلك الحالة مننا، وإن كانت حياتنا بؤس وحزن، فتلك ستكون حالة أطفالنا كذلك.

  • الثناء على الأشياء الصحيحة

ليس من الغريب أن الدراسات ربطت باستمرار الثقة بالنفس والسعادة.ولكن هذا النوع من “الثناء على الإنجاز”

يمكن أن يكون بنتائج عكسية.”إنه من الخطر، إذا كان الثناء على الإنجاز هو النوع الوحيد من الثناء الذي يسمعه الطفل،

لأن الطفل سيعتقد أنه يحتاج إلى تحقيق للفوز فقط لينال حبك”. وايضا “الطفل سوف يخاف ا اذا لم ينجح،

لأن والديه لن يشعروا بالحب تجاهه بعد الآن”.أيضا من الخطر الإشادة بسمات محددة مثل –الذكاء، والجمال، والرياضة –

لأنها يمكن أن تقوض أيضا ثقة الأطفال في وقت لاحق,”إذا كنت تحمد طفلتك في المقام الأول لكونها جميلة،

على سبيل المثال، ماذا سيحدث عندما تكبر وتخسر هذا الجمال؟”.

ومع ذلك، فإن الحل هو عدم التوقف عن الثناء بل بالأحرى إعادة توجيه، فنثني على الجهد بدلا من النتيجة.

الثناء على الإبداع، والعمل الشاق، والمثابرة، التي تذهب إلى تحقيق، أكثر من الإنجاز نفسه”.

  • السماح للنجاح والفشل

يمكن أن يكون من الصعب مشاهدة أطفالنا يكافحون، ولكنهم لن يتعرفوا أبدا على التشويق والإتقان والإحساس بالفشل أو الخسارة إلا إذا كنا نسمح لهم بالاحساس بخطر الفشل.فبعض المهارات لا تصل الى الكمال من المحاولة الأولى

ولكن من خلال الممارسة المستمرة و المحاولات المتعددة يستطيعوا إتقانها.

  • إعطاء المسؤوليات الحقيقية

يحتاج الناس بالفطرة  إلى شعور احتياج الآخرين لهم. لذلك يمكنك أن تنقل لطفلك مسؤولية أو مساهمة للأسرة من سن مبكرة، وزيادة إحساسه بقيمة الذات فذلك سيؤدي في النهاية الى سعادته في نهاية المطاف.

يمكن للأطفال الصغار من العمر 3سنوات أن يلعبوا أدوارا عائلية ذات مغزى، مثل ملء وعاء الطعام الجاف للقطط أو وضع المناديل في الأماكن المخصصة لها. و من الممكن أن تستعين بنقاط قوة طفلك لتحدد له مهامه على سبيل المثال،

إذا كان يحب تنظيم الأشياء، ومنحه وظيفة فرز الشوك والملاعق. إذا كان رعايته بشكل خاص،

ربما دوره يمكن أن يكون مسلية شقيقته طفل بينما تحصل على العشاء على الطاولة.

طالما أنك تقر بأنه يقدم مساهمة للأسرة، فإنه سيزيد من إحساس طفلك بالارتباط والثقة، وهما شرطان أساسيان للسعادة الدائمة.

  • العرفان والامتنان

إحدى الطرق لتعزيز الامتنان لدى الأطفال هي أن نطلب من كل فرد من أفراد الأسرة أن يستغرق وقتا يوميا –قبل أو أثناء الوجبة، على سبيل المثال –لسماع ما يريد أن يشكره بصوت عالى. الشيء المهم هو جعلها طقوس منتظمة.

“هذه هي العادة التي من شأنها أن تعزز جميع أنواع المشاعر الإيجابية”، ويمكن حقا أن يؤدي إلى السعادة الدائمة”.